ألا يازينة َ الدنيا جميعاً – ابن الرومي
ألا يازينة َ الدنيا جميعاً … وواسطة القلادة ِ في النظامِ
نطقْتَ بحكمة ٍ جلَّى سناها … عن المعنى اللطيفِ دُجى الظلام
تلذُّ كأنها روْحٌ وراحٌ … وتمشي في العروقِ وفي العظام
ولولا أنت قلَّ الواجِدوها … على سعة المذاهبِ في الكلامِ
ولم تُدلل بها فيقول زارٍ … أتاركة ً تدلُّلها قطامِ
فلو أنَّ الكلامَ غدا جزوراً … إذاً لذهبْتَ منه بالسنام
يقول أميرُنا إذْ ذاقَ منه … كريقِ النحلِ أو دمْعِ الغمام
أهزَّة ُ منطق كالسِّحْرِ لُطْفاً … عرتني أم سماعٍ أم مُدام
إذا قالت حذام فصدِّقوها … فإنَّ القولَ ما قالَتْ حذام
ولو عِيبتْ هنالكمُ لديهِ … لقال نكيرهُ صمِّي صمام
ومن قبل العبارة ما لقيتُم … بمعنًى فيه مصلحة ُ الأنامِ
فعافيْتُم إماماً من أثامْ … وأعفيتم قياماً من غرام
فكيف نُرى وكيف تَروْنَ مَعْنًى … حوى دفعَ الغرامِ مع الأنام
لقد أنعمتُم نُعْمى ونُعْمى … على المأْمومِ منّا والإمام
وجِئْتُم في الحياطة ِ والتَّوقِّي … بتلك المُنجِياتِ من الملام
بلِ المستوعبان الشُّكرَ مِنا … ومن أعلامِ مِلَّتِنا الكرام
وأصبحتم بذاك وقد سلِمْتُم … على ربِّ السلامة ِ والسلام
رأيتُ الشعرَ حين يقالُ فيكم … يعودُ أرقَّ من سَجْع الحمام
ويلبسُ حين نخلعُه عليكم … وساماُ من وجوهِكُمُ الوِسام
ويجسُمُ قَدْرُهُ ويزيدُ نُبلاً … بأقدارٍ لكم فيه جِسامِ
فتمَّتْ نعمة ٌ المولى عليكم … ولاقرن الفناءُ إلى التمام
وزاد ودام صنعُ اللَّه فيكم … وطاب مع الزيادة ِ والدوام
وعَيْش أبيكَ ذي النعم الجواري … على الدنيا وذي المِنن العِظام
لما لؤم المُبَشِّر يومَ نادى … أقرَّ اللَّهُ عيْنَك بالغُلام