ألا بَكَرَتْ سَلْمَى فَجَدّ بُكُورُها، – جرير

ألا بَكَرَتْ سَلْمَى فَجَدّ بُكُورُها، … وَشَقّ العَصَا بَعْدَ اجتماعٍ أمِيرُهَا

إذا نحنُ قلنا قدْ تباينت النوى … ترقرقَ سلمى عبرة ً أوْ تميزها

لها قصبٌ ريانُ قدْ شجيتْ بهِ … خَلاخيلُ سَلمَى المُصْمَتاتُ وسورُها

غذا نحنُ لمْ نملكْ لسلمى زيارة ً … نَفِسْنا جَدا سَلمى على مَن يَزُورُهَا

فهلْ تبلغني الحاجَ مضبورة ُ القرى … بطيءٌ بمورِ الناعجاتِ فتورها

نجاة ٌ يصلُّ المروُ تحتَ أظلها … بلاحِقَة ِ الأظْلالِ حامٍ هَجِيرُهَا

ألَ ليتَ شعري عنْ سليطٍ ألمْ تجدْ … سليطٌ سوَى غسّانَ جاراً يُجيرها

لقد ضَمّنُوا الأحسابَ صاحب سوأة ٍ … يُناجي بها نَفْساً لَئيماً ضَمِيرُهَا

ستعلمُ ما يغنى حكيمٌ ومنقعٌ … إذا الحربُ لم يرجعْ بصلحٍ سفيرها

ألاَ ساءَ ما تبلى سليطٌ إذا ربتْ … جَوَاشِنُها وازْدادَ عَرْضاً ظُهورُهَا

عَضَارِيطُ يَشوُونَ الفَرَاسِنَ بالضّحى … إذا ما السّرَايا حَث رَكضاً مُغيرُهَا

فَما في سَليطٍ فارِسٌ ذو حَفيظَة ٍ، … و معقلها يومَ الهياجِ جعورها

أضِجّوا الرّوَايَا بالمَزَادِ، فإنّكُمْ … ستكفونَ كرا لخيلْ تدمى نحورها

عجبتُ منَ الداعي جحيشاً وصائداً … وَعَيساءُ يَسْعى َ بالعِلابِ نَفِيرُهَا

أساعية ٌ عيساءُ والضانُ حفلٌ … فَما حاوَلَتْ عَيساءُ أمْ ما عَذيرُهَا

إذا ما تعاظَمتُمْ جُعُوراً فَشَرِّفُوا … جحيشاً إذا آبتْ منَ الصيفِ عيرها

أناساً يخالونَ العباءة َ فيهمُ … قطيفة َ مرعزي يقلبُ نيرها

إذا قيلَ أنْ تركبوا ذاتَ ناطحٍ … منَ الحربِ يلوى بالرداءِ نذيرها

وَمَا بِكُمُ صَبْرٌ عَلى مَشْرَفِيّة ٍ … تَعَضّ فِرَاخَ الهَامِ، أوْ تَسطِيرُهَا

تمَنّيتُمُ أنْ تَسْلُبُوا القاعَ أهْلَهُ، … كَذاكَ المُنى غَرّتْ جُحيشاً غُرُورُها

وَقَد كانَ في بَقعاءَ رِيٌّ لشائِكُمْ … وَتَلْعَة َ، وَالجَوْباءُ يَجرِي غَديرُهَا

تَناهَوْا وَلا تَسْتَوْرِدوا مَشْرَفِيّة ً … تَطِيرُ شُؤونَ الهَامِ مِنْها ذكورُهَا

كَأنّ السّلِيطِيّينَ أنْقَاضُ كَمأَة ٍ … لأوّلِ جَانٍ، بالعَصَا يَستَثيرُهَا

غضبتمْ عليها أوْ تغنيتمُ بها … أنِ اخضَرّ من بطنِ التّلاعِ غَميرُهَا

فلوْ كانَ حلمٌ نافعٌ في مقلدٍ … لمَا وَغِرَتْ من غَيرِ جُرْمٍ صُدُورُهَا

بنو الخطفى والخيلُ أيامَ سوقة ٍ … جلَوْا عنكُمُ الظّلماءَ وَانشَقّ نورُهَا

و في بئرِ حصنٍ أدركنها حفيظة ٌ … و قدْ ردَّ فيها مرتين حفيرها

فَجِئْنَا وَقَد عادَتْ مَرَاعاً وَبَرّكَتْ … عَلَيها مَخاضٌ لم تَجِدْ مَن يُثيرُهَا

لَئِنْ ضَلّ يَوْماً بالمُجَشَّرِ رَأيُهُ، … وَكانَ لِعَوفٍ حاسِداً لا يَضِيرُهَا

فَأوْلى وَأوْلى أنْ أُصِيبَ مُقَلَّداً … بغاشية َ العدوى سريعٍ نشورها

لقَدْ جُرّدَتْ يوْمَ الحِدابِ نساؤهمْ … فساءتْ مَجالِيها، وَقَلّتْ مُهُورُهَا