ألا أيُّها المَوْسُوم باسم وكنية ٍ – ابن الرومي
ألا أيُّها المَوْسُوم باسم وكنية ٍ … وجدناهما اشتُقَّا من الحمد والحُسنِ
أَتَبْخلُ بالقرطاسِ والخطِّ عن أخٍ … وكفَّاك أنْدَى بالعطايا من المُزن
لعمري لقد قوَّى جفاؤك ظِنتي … وأوهن تَأْميلي وما كان ذا وهْنِ
ولِمْ لا وقد ألغيتَ شأْني مُخسِّساً … بذلك قَدْرِي مُسْتَخِفاً به وزني
أبا حسنٍ يا إلفَ نفسي وأُنْسَها … ويا سندي في النائبات ويا رُكني
أمثلك بعد الحِلم والعِلم والنُّهَى … يَبَرُّ وَيَجْفُو للإقامة ِ والظَّعْن
ويأْتَمُّ بالإيامِ وهْي ذميمة ٌ … فينْسَى الذي تُقْصي ويَرْعَى الذي تُدْني
إذا كنتَ خُلْصاني من الناس كُلَّهِمْ … وأعْرضْتَ عن ذكراي إعراض مُسْتغني
فياليتَ شِعْري ما تركتَ لمُبْغِضٍ … يُصَرِّحُ بالبَغْضاءِ لي ثم لا يَكْني
ألا أيُّها الحكامُ أعْدُو مُظَلَّماً … على بطلٍ في ظلمة ٍ غيرِ ذي قِرن
أيعرضُ عني باخلاً بكتابهِ … أخٌ ليَ قلبي عندَهُ غَلِق الرَّهن
لك الخيرُ كم من لوعة ٍ قد جنيْتَها … عليَّ وما تَدْري هناك ما تجنى
جفوتَ فجافيتَ الجفون عن الكرى … وعَرَّضْتَ رأيي للزِّراية ِ والطَّعْن
ومن يتَخَيَّرْ صاحباً غير عاطفٍ … عليه فمنسوبٌ إلى الجهل والأفْنِ
وكم قائلٍ قد قال لي متمثلاً … ليوهِنَ مني أو يشدَّ قوى متني
ألا إنَّ من يدعو مَودَّة َ مُعْرضٍ … ويَعْنِي بِصِدْقِ الوجد من غير ما يَعْني
لكالمرتجي أنْ يقطعَ البحر فارساً … أو المُبْتَغِي أن يقطعَ البرَّ في سفن
أو المبتِني بنيانَه فوق هائلٍ … من الرَّمْلِ لا ينفك يهوِي بما يَبْني
وقلَّبْتُ أمري كي أرى لي إساءة ً … فلم أرها في الظهر منه ولا البطنِ
سألتُك بالبيت الممسَّحِ ركنهُ … وبالمشهدِ المشهود مِن مَنْحرِ البُدْن
أرقَّى إليكَ الكاشحونَ نميمة … طويتَ لها كَشْحَيْكَ مني علي ضِغن
فيا عجباً إن كان ذاك وقد طوت … عجائب هذا الدهر قَرناً إلى قرن
عهدتُك لا تَعْتَدُّ بالعين شاهداً … عليَّ فلمْ أصبحتَ تَعْتَدُّ بالأذن
أم استفسدتْ ذاك الوفاء ملالَة ٌ … فأصبحتَ لا يثني عليكَ به المُثْني
حبَسْتَ أخاً في سجن هَمٍّ وما جَنَى … فأطْلِقْهُ بالإعتاب من ذلك السجن
ولا تَكُنِ المبذولَ لِلَّوْم سَمْعُه … وقرْطاسهُ بين الصِّيانة ِ والحزن
أجِرنِيَ مِنْ حُزْنِي لرفْضِكَ حُرْمتي … فَحُزْنِي لِشَحْطِ الدَّار ناهيك من حزن
كأني وقد فارقتُ داراً وبَلْدَة ً … تحلُّهُمَا أُخْرِجْتُ من جَنَّتَيْ عَدن
وما العيشُ إلاَّ تارتانِ فتارة ٌ … مناخٌ على سهلٍ وأخُرى على حَزْن
أتذكُرُ أيَّاماً بها وليالياً … محاسنُها كالروضِ في صُبْحَة ِ الدَّجن
عهودٌ خَلَتْ محمودة ً وكأنَّها … مُعانَقَة ُ اللَّذاتِ في حُلَة الأمن
عطفناك فاعطف إنَّ كل ابنِ حُرَّة ٍ … أخو مَكْسَرٍ صُلْب وذو معطف لَدْن
وإنْ سَقَطا بي في كتابي تَتَابَعَتْ … فلا تَلْحنِي فيما جنيتُ على ذهني
ظَلمْتَ فإنْ ألْحَنْ فظلمُك خُلَّتي … جَنَى زلَّتِي والظُّلْمُ شَرٌّ من اللحن