ألا أيّها القَلْبُ الطّروبُ المُكَلَّفُ – جرير

ألا أيّها القَلْبُ الطّروبُ المُكَلَّفُ … أفقْ ربما ينأى هواكَ ويسعفُ

ظَلِلتَ وَقد خبّرْتَ أن لَستَ جازِعاً … لرَبْعٍ بِسَلْمَانِينَ عَيْنُكَ تَذْرِفُ

و تزعمُ أنَّ البينَ لا يشعفُ الفتى … بَلى مثلَ بيني يَوْمَ لُبنانَ يَشعَفُ

وَطالَ حِذارِي غُرْبَة َ البَينِ وَالنّوَى … و أحدوثة ٌ منْ كاشحٍ يتقوفُ

و لة ْ علمتْ علمي أمامة ُ كذبتْ … مَقَالَة َ مَنْ يَنْعى عَليّ، وَيعْنُفُ

بأهلي أهلُ الدارِ إذْ يسكونها … و جادكِ منْ دارٍ ربيعٌ وصيف

سَمعتُ الحَمام الوُرْقَ في رَوْنَق الضّحى … بذي السّدرِ مِن وَادي المَرَاضَينِ تهتفُ

نظرتُ ورائي نظرة ً قادها الهوى … وَألْحي المَهارَى يَوْمَ عُسفانَ ترْجُفُ

تَرَى العِرْمِسَ الوَجناءَ يَدمى أظَلُّها، … و تحذي نعالاً والمناسمُ رعفَّ

مددنا لذاتِ البغي حتى َّ تقطعتْ … أزابيها والشدقميُّ المعلفَّ

ضَرَحْنَ حصَى المَعزَاء حتى عُيُونُها … مُهججة ٌ أبْصَارُهُنّ، وَذُرَّفُ

كأنَّ ديارا بينَ أسنمة ِ النقا … و بينَ هذاليلِ النحيزة ِ مصحفَ

فلستُ بناسٍ ما تغنتْ حمامة ٌ … وَلا ما ثوَى بينَ الجَناحَينِ زَفْزَفُ

دِياراً مِنَ الحيّ الذيِنَ نُحِبّهُمْ … فَما للمَخازِي عَن قُفَيرَة َ مَصرَفُ

هُمُ الحيّ يرْبُوعٌ تعادى جِيادُهُمْ … على الثّغْرِ وَالكافُونَ ما يُتخوَّفُ

عليهم منَ الماذي كلُّ مفاضة ٍ … دلاصٍ لهاذيلٌ حصينٌ ورفرفَ

وَلا يَسْتوِي عَقْرُ الكَزُومِ بَصوْأرٍ، … وَذو التّاجِ تحْتَ الرّاية ِ المُتسَيِّفُ

و مولى تميمٍ حينَ يأوى إليهمِ … و إنْ كانَ فيهمْ ثروة ُ العزَّ منصفُ

بني مالكٍ جاءَ القيونُ بمقرفٍ … إلى َ سابقٍ يجري ولا يتكلفُ

و ما شهدتْ يومَ الايادِ مجاشعٌ … و ذا نجبٍ يومَ الأسنهة ِ ترعفُ

لَقدْ مُدّ للقينِ الرّهانُ فرَدّهُ، … عنِ المَجدِ، عِرْقٌ من قُفَيرَة َ مُقرِفُ

لحى الله مَنْ ينْبُو الحُسامُ بكفّهِ … و منْ يلجُ الماخورَ في الحجلِ يرسفُ

ترَفّقْتَ بالكِيرَينِ قينِ مُجاشِعٍ، … و أنتَ بهزَّ المشرفية ِ أعنفُ

و تنكرُ هزَّ المشرفيَّ يمينهُ … وَيعْرِفُ كفّيْهِ الإناءُ المُكتَّفُ

وَلوْ كُنتَ مِنّا يا ابنَ شِعرَة َ ما نبا … بكفيكَ مصقولُ الحديدة ِ مرهفُ

عرفتمْ لنا العزَّ السوابقَ قبلكمْ … وكانَ لقيْنَيكَ السُّكَيتُ المُخَلَّفُ

أنَا ابنُ سَعدٍ وَعَمروٍ وَمَالِكٍ، … و دفكَ منْ نفاخة ِ الكيرِ أجنفُ

ألمَ ترَ أنَّ اللهَ أخزى مجاشعاً … إذا ضَمّ أفْوَاجَ الحَجيجِ المُعرَّفُ

وَيوْمَ مِنى ً نادتْ قُرَيشٌ بغدرِهمْ، … وَيوْمَ الهدايا في المشاعرِ عُكَّفُ

و يبغضُ سترُ البيتِ آلَ مجاشعٍ … و حجابهُ والعابدُ المتطوفُ

و كانَ حديثَ الركبِ غدرُ مجاشعٍ … إذا انحدَروا مِنْ نَخلتَينِ وَأوجَفُوا

و إنَّ الحواريَّ الذي غرَّ حبلكمْ … لَهُ البَدْرُ كابٍ وَالكَوَاكِبُ كُسَّفُ

و لو في بني سعدٍ نزلتَ لما عصتْ … عَوَانِدُ في جَوْفِ الحَوَارِيّ نُزَّفُ

… نسوراً رأتْ أوصالهُ فهي عكفُ

فلستَ بوافٍ بالزبيرْ ورحلهِ … وَلا أنْتَ بالسِّيدانِ بالحَقّ تُنْصِفُ

بنو منقرٍ جروا فتاة َ مجاشعٍ … و شدَّ ابنُ ذيالٍ وخيلكَ وقفُ

فَبَاتَتْ تُنَادي غَالِباً، وَكَأنّهَا … على َ الرضفِ منْ جمرِ الكوانينِ ترضفُ

… وَإنّي لَتَبْتَزُّ المُلُوكَ فَوَارِسِي،

و همْ كلفوها الرملَ رمل معبرٍ … تقُولُ: أهذا مَشْيُ حُرْدٍ تَلَقُّفُ

و إني لبتزُّ الملوكَ فوارسي … إذا غَرّهمْ ذو المِرْجلِ المُتَجَخِّفُ

ألَمْ تَرَ تَيْمٌ كَيفَ يَرْمي مُجاشِعاً … شَديدُ حِبَالِ المِنْجَنيقَينِ مِقذَفُ

عَجبتُ لصِهرٍ ساقَكُمْ آلَ دِرهَمٍ، … إلى صِهْرِ أقْوَامِ يُلامُ وَيُصْلَفُ

لئيمانِ هذي يدعيها ابنُ درهمٍ … و هذا ابنُ قينٍ جلدهُ يتوسفَ

وَحَالَفْتُمُ للّؤمِ، يا آلَ درْهَمٍ، … حلافَ النصارى دينَ منْ يتحنف

أتمدحُ سعداً حينَ أخزتْ مجاشعاً … عَقِيرَة ُ سَعْدٍ وَالخِباءُ مُكَشَّفُ

نفاكَ حجيجُ البيتِ عنْ كلَّ مشعرٍ … كما ردُّ ذو النميتينِ المزيفَّ

وَما زِلْتَ مَوْقُوفاً على بابِ سَوْءة ٍ … و أنتَ بدارِ المخزياتِ موقفُ

ألؤما وَ إقراراً على كلَّ سوءة ٍ … فما للخازي عنْ قفيرة َ مصرف

ألمَ ترَ أنَّ النبعَ يصلبُ عودهُ … وَلا يَستَوي، وَالخِرْوعُ المُتَقَصِّفُ

وَما يَحْمَدُ الأضْياف رِفْدَ مُجاشعٍ … إذا رَوّحَتْ حَنّانَة ُ الرّيحِ حَرْجَفُ

إذا الشولُ راحتْ والقريعُ أمامها … و هنَّ ئيلاتُ العرائكِ شسف

و قائلة ٍ ما للفرزدٌ لا يرى … عَلى السّنّ يَستَغني، وَلا يَتَعَفّفُ

يَقُولُونَ: كَلاّ لَيسَ للقَينِ غالبٌ، … بلى إنَّ ضربَ القينِ بالقينُ يعرفُ

أخو اللؤمِ ما دامَ الغضا حولَ عجلزٍ … وَمَا دامَ يُسقَى في رَمادانَ أحقَفُ

إذا ذقتَ مني طعمَ حربٍ مريرة ٍ … عطفتُ عليكَ الحربَ والحربُ تعطفُ

تَرُوغُ، وَقد أخزَوْكَ في كّل مَوْطنٍ، … كما راغَ قردُ الحرة ِ المتخذفُ

أتعْدِلْ كَفهاً لا تُرَامُ حُصُونُهُ … بهارِ المراقي جولهُ يتقصف

تحوطُ تميمٌ منْ يحوطُ حماهمُ … وَيَحْمي تَميماً مَنْ لَهُ ذاكَ يُعرَفُ

أنا ابنُ أبي سعدٍ وعمروٍ ومالكٍ … أنا ابنُ صميمٍ لاَ وشيظٍ تحلفوا

إذا خطرتْ عمروٌ وورائي وأصبحتْ … قرومُ بني بدرٍ تسامى وتصرف

و لمْ أنسَ منْ سعدٍ بقصوانَ مشهداً … وَبالأُدَمَى ما دامَتِ العَينُ تَطرِفُ

و سعدٌ اذا صاحَ العدوُّ بسرحهمْ … أبَوْا أنْ يُهَدَّوْا للصّيَاحِ فأزْحَفُوا

دِيارُبَني سَعْدٍ، وَلا سَعدَ بَعدَهم، … عفتْ غيرَ أنقاءٍ بيبرين تعزف

إذا نَزَلَتْ أسْلافِ سَعْدٍ بِلادَها، … وَأثقالُ سَعدٍ، ظَلّتِ الأرْضُ تَرْجُفُ