ألاَ خبراً عن رامة ٍ أيها الركبُ – الهبل
ألاَ خبراً عن رامة ٍ أيها الركبُ … فأني بمن قد حلها مغرمٌ صبُّ ؛
إلى الله أشكو سقمٍ ولوعة ٍ … ونارَ غرامٍ في ضلوعيَ لا تخبو ؛
وأبيضَ طرفٍ لا يزالُ مسهداً … وأحمر دمع لا يكفّ لهُ صبُّ ؛
وقلباً أناديه وقد لجّ في الهوى ؛ … رويدكَ ما هذي الصبابة ُ يا قلبُ
تذكرتُ عيشاً مرَّ في شعب عامرٍ … وسفح النقا يا حبذا السفح والشعبُ
وأفديه سرباً بالعتيقِ ألفتهُ … فأي غزال ضمها ذلك السربُ
وأفدي التي أجرتْ دماً من محاجري … بأسياف لحظٍ لا تكلّ ولا تنبو ؛
ويطمعني بالوصل لينُ قوامها … وألحاظها في كلّ قلبٍ لها حربُ ؛
وتفعلُ وهي الفاترات جفونها … بقلبي ما لا يفعل الصارم العضبُ
إذا ما تقاضيتُ الوصالَ تمنعتْ ؛ … وقالتْ مرامٌ دونه الطعنُ والضربُ
فقلت لها أحرقتِ بالصدَّ مهجتي … واسقمتني ؛ قالتْ نعمْ هكذا الحبُّ
وعاودتها ذكرَ الوصالِ فأعرضتْ … ومالت بقدًّ دونه الغصنُ الرطبُ ؛
وما علمتْ أني بغيرِ عيونها … وغير المعالي لا أهيمُ ولا أصبو ؛
وأني من قومٍ كرامٍ أعزة ٍ … ذخائرهم في صونِ أعراضهم نهبُ
أرى الجودَ فرضاً والتواضع رفعة ً … وكسبَ العلى فخراً ؛ ويا حبذا الكسبُ ؛
واخفضُ عن فضلٍ جناحي لصحبتي … وأصفحُ عن ذنبٍ كأن لم يكن ذنبُ ؛
فودي لهمْ صافٍ وخلقي لهم رضى ً … وكفي لهم بحرٌ وصدري لهم رحبُ ؛
وإني ذو مجدٍ أثيلٍ ومحتد أصيلٍ … وفخرٍ دونه الأنجم الشهبُ
إذا الحرب يوماً ضرستْ كلَّ ضيغم … برزتُ لها حتى تهابني الحربُ ؛
وإنْ رتبُ العليا فخزنَ بماجدٍ … فحسبُ العلى فخراً بأني لها ربُّ ؛
وإن قال فيّ الحاسدون مقالة ً ؛ … فما ضرَّ بدرَ التمّ أن ينبحَ الكلبُ
صبرتُ على صرف الزمان وقد نضا … لحربي سيقاً لا يفلّ له غربُ