ألاً للموتِ كأْسٌ أيُّ كَاسِ – أبو العتاهية

ألاً للموتِ كأْسٌ أيُّ كَاسِ … وأنْتَ لِكَأْسِهِ لاَ بُدَّ حَاسِ

إلى كَمْ، والمَعادُ إلى قَريبٍ، … تذكِرُ بالمعَادِ وأنتَ ناسِ

وكمْ منْ عِبرة ٍ أصْبَحتَ فِيهَا … يلِينُ لَهَا الحَدِيدُ وأَنتَ قَاسِ

بأيِّ قُوى ً تظنُّكَ ليْسَ تبْلَى … وقدْ بليَتْ عَلَى الزَّمَنِ الرَّوَاسِي

ومَا كُلُّ الظُّنُونِ تكُونُ حَقّاً … ولاَ كُلُّ الصَّوَابِ عَلَى القياسِ

وكلُّ مخيلة ٍ رُفعتْ لعينٍ … لهَا وَجْهانِ مِنْ طَمَعٍ وَيَاسِ

وَفي حُسنِ السّريرَة ِ كُلّ أُنْسٍ؛ … وَفي خُبثِ السّريرَة ِ كُلّ بَاسِ

وَلم يَكُ مُنَيَة ٌ، حَسَداً وَبَغْياً، … ليَنْجُو مِنْهُمَا رَأساً برَاسِ

ومَا شيءٌ بأخلَقَ أنْ تراهُ … قَليلاً مِنْ أخي ثِقَة ٍ، مُؤاسِ

وَما تَنْفَكّ مِنْ دُوَلٍ تَرَاهَا، … تنقَّلُ منْ أنَاسِ فِي أُنَاسِ