أقِلّي، فَأيّامُ المُحِبّ قَلائِلُ، – أبو فراس الحمداني

أقِلّي، فَأيّامُ المُحِبّ قَلائِلُ، … وَفي قَلبِهِ شُغلٌ عنِ اللّوْمِ شَاغِلُ

ولعتِ بعذلِ المستهامِ على الهوى ، … وَأوْلَعُ شَيْءٍ بِالمُحِبّ العَوَاذِلُ

أريتكِ ، هلْ لي منْ جوى الحبِ مخلصٌ ، … وَقد نَشِبَتْ، للحُبّ فيّ، حَبائِلُ؟

وبينَ بنياتِ الخدورِ وبيننا … حروبٌ ، تلظى نارها وتطاولُ

أغَرْنَ على قَلبي بجَيشٍ مِنَ الهَوَى … وطاردَ عنهنَّ الغزالُ المغازلُ

تَعَمّدَ بِالسّهْمِ المُصِيبِ مَقَاتِلي، … ألا كُلّ أعضَائي، لَدَيهِ، مَقَاتِلُ

وواللهِ ، ماقصرتُ في طلبِ العلاَ ؛ … ولكنْ كأنَّ الدهر عني غافلُ

مواعيدُ آمالٍ ، تماطلني بها … مُرَامَاة ُ أزْمَانٍ، وَدَهْرٌ مُخَاتِلُ

تدافعني الأيامُ عما أريدهُ ، … كما دفعَ الدَّين الغريمُ المماطلُ

خليليَّ ، أغراضي بعيدٌ منالها … فهلْ فيكما عونٌ على ما أحاولُ ؟

خَلِيلَيّ شُدّا لي عَلى نَاقَتَيْكُمَا … إذا مابدا شيبٌ منَ العجزِ ناصلُ

فمثليَ منْ نالَ المعالي بسيفهِ ، … وَرُبّتَمَا غَالَتْهُ، عَنْهَا، الغَوَائِلُ

وَمَا كلّ طَلاّبٍ، من النّاسِ، بالغٌ … ولا كلُّ سيارٍ ، إلى المجدِ ، واصلُ

وإنَّ مقيماً منهجَ العجزِ خائبٌ … وَإنّ مُرِيغاً، خائِبَ الجَهدِ، نَائِلُ

وَمَا المَرْءُ إلاّ حَيثُ يَجعَلُ نَفْسَهُ … وإني لها ، فوقَ السماكينِ ، جاعلُ

وَللوَفْرِ مِتْلافٌ، وَللحَمْدِ جَامِعٌ، … وللشرِّ ترَّاكٌ ، وللخيرِ فاعلُ

وَمَا ليَ لا تُمسِي وَتُصْبحُ في يَدِي … كَرَائِمُ أمْوَالِ الرّجالِ العَقَائِلُ؟

أحكمُ في الأعداءِ منها صوارماً … أحكمها فيها إذا ضاقَ نازلُ

و مانالَ محميُّ الرغائبِ ، عنوة ً ، … سِوَى ما أقَلّتْ في الجُفونِ الحَمائلُ