أقاسمُ لاتسددْ سبيلي إلى الرضا – ابن الرومي

أقاسمُ لاتسددْ سبيلي إلى الرضا … فأنت المولّى فتحَ كلّ سبيلِ

ولاتجعلنّ الظنّ ماعشتَ صاحباً … فلستَ تراه صاحباً لنبيلِ

أتقبل دعوى الظنّ وهْي مُخيلة ٌ … وتتركُ مثلي وهْي غيرُ مُخيل

وقد سار مدحي فيك كلَّ مسيرة … مزحزحة ٍ بل سال كلَّ مسيل

فإن قلت قد صحَّ الذي أتت جاحدٌ … فهبْ ذنبَ جانٍ لاعتذارٍ ذليل

أطال عليّ الليلُ أنْ قد منعتني … رضاكَ وكان الليلُ غيرَ طويلِ

وأنك صدقتَ الظنونَ وما أتت … على ما ادّعتْ من قصتي بدليلِ

وإنّ العدا مذ عُلتني وحَجبتني … رأوْا وجه قالٍ عند ذاك وقيل

وإن جُدتَ لي بالكُثْر قالوا مبغَّضٌ … فدى نفسه مَنْ قُربُه بجزيلِ

وإن جدتْ لي بالقُلّ قال خطيبُهم … قليل رُمَى في وجهه بقليلِ

وجودُك بالفضلِ الذي قدْ بذلته … شفاءٌ فلا تمزجه لي بغليلِ

وكلّ الذي أسلفتني من صنيعة ٍ … جميلٌ فلا تُردفه غيرَ جميلِ

أنلتَ فإن شئتَ الإقالة محسناً … أقلتَ ولم أعهدْك غيرَ مُقيل

وقالوا عليلٌ قلتُ كلاّ وإن يكنْ … عليلاً فما إحسانُه بعليلِ

كساهُ الذي أعلاهُ بُرْءاً وصحة ً … وكانت له الأيامُ خيرَ خليلِ

وأضحى وأمسى والسلامة ُ عنده … لحافَ مبيتٍ أو فراش مقيلِ