أغادٍ، أخي، من آلِ سلمى ، فمبكرُ؟ – جميل بثينة

أغادٍ، أخي، من آلِ سلمى ، فمبكرُ؟ … أبنْ لي: أغادٍ أنت، أم متهجّرُ؟

فإنك، إن لا تَقضِني ثِنْيَ ساعة ٍ، … فكلُّ امرىء ٍ ذي حاجة ٍ متيسّرُ

فإن كنتَ قد وطنتَ نفساً بحبها، … فعند ذوي الأهواء وردٌ ومصدرُ

وآخرُ عهدٍ لي بها يومَ ودعتْ، … ولاحَ لها خدٌّ مليحٌ ومحجرُ

عشية َ قالت: لا تضيعنّ سرّنا، … إذا غبتَ عنا، وارعهُ حين تدبرُ

وطَرفَكَ، إمّا جِئتنا، فاحفَظنّهُ، … فذَيْعُ الهوى بادٍ لمن يتبصّر

وأعرضْ إذا لاقيتَ عيناً تخافها، … وظاهرْ ببغضٍ، إنّ ذلك أسترُ

فإِنَّكَ إِنْ عَرَّضْتَ فِينا مَقَالَة ً … يَزِدْ، في الَّذِي قَدْ قُلْتَ، واشٍ ويُكْثِر

وينشرُ سرّاً في الصديقِ وغيره، … يعزُّ علينا نشرهُ حين ينشرُ

فما زِلتَ في إعمال طَرفِكَ نحونا، … إذا جئتَ، حتى كاد حبّكَ يظهرُ

لأهليَ، حتى لامني كلُّ ناصِحٍ، … وإني لأعصي نَهيهمْ حين أُزجَر

وما قلتُ هذا، فاعلَمنّ، تجنّباً … لصرمٍ، ولا هذا بنا عنكَ يقصرُ

ولكنّني، أهلي فداؤك، أتّقي … عليك عيونَ الكاشِحين، وأحذَر

وأخشى بني عمّي عليك، وإنّما … يخافُ ويتقي عرضهُ المتفكرُ

وأنت امرؤ من أهل نجدٍ، وأهلُنا … تَهامٍ، فما النجديّ والمتغوّر

غريبٌ، إذا ما جئتَ طالبَ حاجة ٍ، … وحوليَ أعداءٌ، وأنتَ مُشهَّر

وقد حدّثوا أنّا التقَينا على هَوى ً، … فكُلّهمُ من حَملِه الغيظَ مُوقَر

فقلتُ لها: يا بثنَ، أوصيتِ حافظاً، … وكلُّ امرىء ٍ ، لم يرعهُ الله، معورُ

فإن تكُ أُمُّ الجَهم تَشكي مَلامَة ً … إليّ، فما ألقَى من اللومِ أكْثَر

سأمنَحُ طَرفي، حين ألقاكِ، غيرَكم، … لكيما يروا أنّ الهوى حيث أنظر

أقلّبُ طرفي في السماءِ، لعله … يوافقُ طَرفي طَرفَكُمْ حين يَنظُر

وأكني بأسماءٍ سواكِ، وأتقي … زِيارَتَكُمْ، والحُبّ لا يتغيّرُ

فكم قد رأينا واجِداً بحبيبة ٍ، … إذا خافَ، يُبدي بُغضَهُ حين يظهر