أظَنَّ العِدَا أنَّ ارتحالِيَ ضائِرى – أسامة بن منقذ

أظَنَّ العِدَا أنَّ ارتحالِيَ ضائِرى … ضَلالاً لِما ظَنُّوا، وهل يكسُد التِّبرُ

وما زادني بعدي سوى بعد همة … كما زاد نُوراً في تباعُدِه البَدرُ

ولو كانَ في طُولِ الثَّواءِ فضيلة ٌ … لما انتقلت في أفقها الأنجم الزهر

ولو لَزِمت أغمادَها البيضُ ما انجَلتْ … بها غمراتُ الحربِ، واتّضَح النَّصرُ

وهلْ في ارتحالِي عن بلادٍ تنكَّرتْ … لمثلي أو للمساكين بها فخر

وإنّ بلاداً ضاق عنّي فضاؤُها … لأرحَبُ من أكنافِها للعُلا فِترُ

وأرضاً نبت بي وهي آهلة الربى … هي القفر لا بل دون وحشتها القفر

وهل ينكر الأعداء فضلي وإنه … لأسير ذكراً أن يواريه الكفر

ألست الذي ما زال كهلاً ويافعاً … له المكرمات الغر والنائل الغمر

وخائض وقعات بوارقها الظبا … ووابل هاتيك البروق دم همر

يهولُ الرَّدى منَّى تَقحُّمِيَ الرَّدى … ويَعتادُه من جأشيَ الرابِط الذُّعرُ

ولو حكمت بيني وبينهم الظبا … رضيتُ بما تَقضي المهنَّدة ُ البُتْر

ولكن تولى الحاكمان قضاءنا … فكان أبُو مُوسى لنا، ولهم عمرُو

كلمات: عمر بن عبدالله بن ابي ربيعة

ألحان: حسن جاوه