أضاءَ بذاتِ الأضا بارقٌ – محيي الدين بن عربي

أضاءَ بذاتِ الأضا بارقٌ … منَ النُّورِ في جوِّها خافقُ

وصلصلَ رعدُ مناجاتهِ، … فأرْسَلَ مِدْرَارَهُ الوادقُ

تنادوا: أنيخوا، فلم يسمعوا … فصحتُ منَ الوجدِ : يا سائقُ

ألا فانزِلوا ها هُنا، وارْتَعُوا، … فإنّي بمَنْ عندَكُمْ وامقُ

بهيفاءَ غيداءَ رعبوبة ٍ، … فؤادُ الشَّجيِّ لها تائقُ

يفوحُ النَّدى لدى ذكرها، … فكلّ لِسانٍ بها ناطِقُ

فلو أنَّ مجلسها هضمة ٌ، … ومعقدها جبلٌ حالقُ

لكانَ القَرَارُ بها حالقاً، … ولن يُدرِكَ الحالقَ الرّامِقُ

فكلُّ خرابٍ بها عامرٌ … وكُلّ سَرَابٍ بها غادقُ

وكُلّ رِياضٍ بها زاهِرٌ، … وكلُّ شرابٍ بها رائقُ

فليلي منْ وجهها مشرقٌ، … ويَوْميَ من شَعرِها غاسِقُ

لقدْ فلقتْ حبَّة َ القلبِ إذ … رماها بأسهمها الفالقُ

عيونٌ تعودنَ رشقَ الحشا، … فليسَ يطيشُ لها راشقُ

فما هامة ٌ في خرابِ البقاعِ، … ولا ساقُ حُرٍّ، ولا ناعِقُ

بأشامَ منْ باذلٍ رحَّلوا، … ليحملَ منْ حسنهِ فائقُ

وَيُتركَ صَبّاً بذاتِ الأضَا … قَتيلاً، وفي حُبّهِمْ صادقُ

كلمات: سعود بن عبدالله

ألحان: محمد شفيق