أصابت سهام الحتف يا حسرة الدهر – محمد حسن أبو المحاسن

أصابت سهام الحتف يا حسرة الدهر … صريح قريش والخلاصة من فهر

لقد نثل الدهر الكنانة رامياً … حشاشة نفس من كنانة والنضر

نعى البرق غيث الناس في كل أزمة … وعهدي به قبلا يبشر بالقطر

وقد حملت أسلاكه نبأ به … تقصف اسلاك الأضالع والصدر

نعى وهو لم يعرف حقيقة من نعى … إلى الناس والرامي يصيب ولا يدري

فلا شيء أقوى منه إذ خف سائراً … بخطب وهي فيه الشديد من الأسر

وبرقية في قلب كل موحد … لها قبسات من ضرام ومن حرّ

مضى علم الاعلام والآية التي … حوت حكماً أجلت عن العدو الحصر

وقد غاب عن أفق الهداية نير … يجل عن التشبيه بالشمس والبدر

تنكر وجه الصبح يوم وفاته … وفي الوجه عنوان السلامة والنكر

وروعنا رأد الضحى ثم صرّحت … ظهيرته فينا بقاصمة الظهر

بكى الركن حزناً والمقام برّحت … رزية اسماعيل بالبيت والحجر

وقد أوحش المحراب حزناً لقائم … به الليل يحيى بالصلاة وبالذكر

فقيد نسينا آية الصبر بعده … فهل نسخت من بعده آية الصبر

فمن لمحاريب التقى ومجارس … مكللة أعوادها منه بالدر

محياه يتلو آية النور هادياً … ويتلو علينا مجده آية الطهر

أصورته هاتيك أم هي سورة … لناظرها أجر التلاوة والذكر

فيا جوهراً زان الوجود بهاؤه … وسبحان بارى جوهر اللطف والبر

فغالت به الاقدار واستأثرت به … وقد كان أهلا للمغالات بالقدر

لقد كان في الدنيا منار هداية … به يهتدي في ظلمة الليل من يسري

وغامضة لا يدرك الفكر نهجها … أنار دياجيها بثاقبة الفكر

يعز على الإسلام فقد حميه … وناصره إن قيل أين أولو النصر

أقول وقد ساروا به يحملونه … إلى القبر مإذا تحملون إلى القبر

حملتم يداً بيضاء كانت بجودها … على السنة الشهباء أندى من القطر

طواه الردى طي الرداء وذكره … بنشر المساعي لم يزل طيب النشر

رأيت حياة المرء ظلا وإنما … تدوم حياة المرء بالحمد والذكر

ثمانون حولا قد طواهن قائماً … بتشييد دين الله بورك من عمر

ولله نفس أخلص الله سرّها … فيا قدّست نفساً وقدّس من سرّ

أمن عنصري ماء وطين تكونت … خلائق أم صيغت سبائك من تبر

وبالخلف الباقي لنا خير سلوة … وإن كان لا يسلى الفقيد مدى الدهر

فما أفلت شمس الامامة والهدى … عن الأفق حتى أشرق الكوكب الدري

وما جن ليل الخطب حتى تصدّعت … دجى الليل بالمهدي عن فلق الفجر

إذا ما ابو المهدي ودّع راحلا … فمهديها من بعده صاحب الأمر

يجود رياض الفقه صيب علمه … فتزهو رياض الفقه بهجة الزهر

ولو لم يمد البحر زاخر فضله … لما قيل في الامثال حدّث عن البحر

فيا سائلاً عن اسرة المجد والعلا … وأهل العلوم الغر والأوجه الغر

هم آل صدر الدين فاقصدهم تجد … منار الهدى والعلم والمجد والفخر

مصابيح إيمان مفاتيح حكمة … لهم ألسن بالحق تنطق عن خبر

نوال بلا من وحكم بلا هوى … وحلم بلا ذل وعز بلا كبر

إذا مات منهم سيد قام سيد … ففي كل عصر منهم بهجة العصر

رسالة شرع المصطفى اليوم فوضت … إلى الحسن الزاكي النقيبة والنجر

هو الحبر إلا أن آيات فضله … محررة بالنور لا النقش والحبر

وبالندب صدر الدين يعتصم الرجا … واعظم به ذخراً لملتمس الذخر

أرى الدين قلباً وهو صدر يصونه … حفاظاً وهل قلب يصان بلا صدر

ومن بالغ شأو الجواد وحيدر … لدى حلبات العلم بالجري والكرّ

فداموا دوام الانجم الزهر في السما … على انهم أهدى من الانجم الزهر