أشَاقَكَ مَغْنى مَنْزِلٍ مُتَأبِّدِ – بشار بن برد
أشَاقَكَ مَغْنى مَنْزِلٍ مُتَأبِّدِ … وفحوى حديث الباكر المتعهد
وشامٌ بحوضى ما يريم كأنه … حَقَائقُ وَشْمٍ أوْ وُشوم على يَدِ
إذا ما رأته العين بعد جلادة ٍ … جَرَى دَمْعُهَا كاللؤْلِؤ المتَبَدِّدِ
كأنَّ الحَمَام الورْق في الدَّارِ وُقَّعاً … مآثم ثكلى من بواكٍ وعود
ذَكَرْتُ بها مَشْيَ الثَّلاَثِ فَعَادَنِي … جَدِيدُ الهَوَى والموْتُ في المتجَدِّد
وقالَ خَلِيلي قَدْ مَضَتْ لِمَضَائهَا … أحَلَّكَ في قَصْرٍ مُنِيفٍ مُشَيَّدِ
فَقُلتُ لهُ لمْ تَبْقَ أذْنٌ لِسَامِعٍ … وما اللوْمُ إِلا جِنَّة ٌ بِكَ فاقْصِدِ
على عينها مني السلام وإن غدت … مُفَارَقَة ً تَخْدِي إلَى غيْرِ مَقْعَدٍ
أبَا كَرِبٍ لم تُمْسِ حُبَّى بَعِيدة ً … فما قلبُ حبى عن أخيك بمبعد
فلما رأيتُ الهجر قد لاح وجهه … وراح عتار الحي والبين معتد
فَيَا حُسْنَهَا لَوْلاَ العُيُونُ فإِنَّهَا … إِذَا أُرْسِلَتْ يَوْماً أحَالَتْ على الغَدِ
عَلَى الغَزَلَى مِنِّي السَّلاَمُ وَرُبَّمَا … خلوت بها من عاربٍ في خلاً ندِ
لغَيثِ ثَلاَثٍ لا يُفَارَقُ رِيبَة ً … عَفَفْنَ وَلاَ أرْبُو ولَسْتُ بِمُبْعَدِ
لقد زادني شوقاً خيال يزورني … وصوتُ غناء من نديم مغرد
وطول التقاء العاشقين ومعهد … تَهُولُ النَّدَامَى حَوْلهُ ثُمَّ تَرْقُدِ
تَمَشَّى به عِينُ النِّعَاجُ كأنَّهَا … سروب العذارى في البياض المعمد
سفيه قريشٍ لا تهولنك المنى … إِلَى ضِلَّة ٍ قد نِلْتَ سَعْيَكَ فابْعَدِ
يُغَنِّيكَ بالمُلكِ الصَّدَى فَتَرُومُهُ … وحَسْبُكَ مِنْ لَهْوٍ سَمَاعٌ ومِن دَدِ
سفيه قريش ما عليك مهابة ٌ … ولا فِيكَ فَضْلٌ من إِمَاءٍ وأعْبُدِ
إذا قمت لم تظفر وواعدت فالمنى … مُسَارِقَة ٌ خَلْفَ الإمَام المُقَلَّدِ
ولَوْلاَ أميرُ المُؤْمِنِينَ مُحَمَّد … رجعت لقى ً في ظل قصرٍ مجرد
تعز بصبر عن خلافة أحمدٍ … وكُلْ رَغَداً مِمَّا تَشَرَّقْتَ وارْقُد
… وأنك عند الحي غير مؤيد
سَيَكْفِيكَهَا مَهْدِيُّ آلِ مُحَمَّدٍ … أحاط بها عن والدٍ غير قعدد
فتى جاد بالدنيا خلا زاد راكبٍ … وشح على دين النبي المؤيد
فطِرْ طِيرَة َ المَذْعُورِ أوْقَعْ فإِنَّمَا … أَتَتْ مَلِكاً مِيرَاثَهُ عن مُحَمَّد