أرَبْعَ البلى إنّ الخشوعَ لَبَاد – أبو نواس
أرَبْعَ البـلى إنّ الخشـوعَ لَبـَـاد … عليكَ، وإنّي لم أخُنْكَ وِدَادي
… رهينة أرْوَاحٍ، وصَوْبِ غوادي
و لا أدْرَأُ الضّـرّاءَ عـنْـكَ بـحِـيـلة ٍ … فما أنا منــها قَــائـلٌ لـسـُــعــادِ
و إن كنتَ مهجـورَ الفِـنا فَبمـا رمتْ … يدُ الدّهْرِ عن قوْسِ المنونِ فؤادي
و إن كنتَ قد بدّلْـتَ بؤسي بنعمــة ٍ ، … فقـد بُـدّلَتْ عيْــني قـذى ً بــرقـُــادِ
من الرَيح ما قامتْ، وإن هيَ أعصَفتْ … نهوُزٌ برأسٍ كالعَلاة ِ وهـادي
فكم حطَمَتْ من جَنْدلٍ بمفازَة ٍ، … وخاضَتْ كتيّارِ الفُراتِ بوَادِ
وما ذاكَ في جنبِ الأميرِ وزَوْرِهِ، … ليعْدلَ من عنْسي مدَبّ قُرادِ
رأيتُ لفضل في السماحـة ِ هِـمّـة ً ، … أطالتْ لعمـري غيظَ كـلّ جـوادِ
فتى ً لا تلوك الخمرُ شحمَة َ مالهِ، … و لـكـن أيـادٍ عُـوّدٌ وبــوادِ
تـرى الناس أفواجاً إلى بابِ دارهِ ، … كأنّهم رَجْـلاً دَبـى ً وجَــرادِ
فيومٌ لإلحاق الفقير بِذي الغِنى ، … ويـومُ رقـابٍ بوكِـرَتْ لـحَـصَـادِ
أظلّتْ عطاياهُ نِزاراً، وأشرفَتْ … على حِمْيَرٍ في دارِها ومُرَادِ
وكنّا، إذا ما الحائنُ الْجَدِّ غَرهُ … سَنى برق غـاوٍ ، أو ضجيـجُ رِعــادِ
تردّى له الفضلُ بن يحيَ بن خالدٍ … بماضي الظُّبى يزهاه طولُ نجادِ
فما هوَ إلاّ الدّهْـرُ يأتي بصرْفِـهِ ، … على كلّ مَنْ يَشْـقَـى بهِ ويُعـادي
سلامٌ على الدنْيـا ، إذا ما فُقِـدْتُمُ ، … بني برْمَـكٍ من رائـحـيـنَ وغـادِ
بفضلِ بن يحيَ أشرَقتْ سُبُلُ الهـدى … و أمّنَ ربّي خـوْفَ كـلّ بــلادِ
فدونكها يا فضلُ مني كريمة ً، … ثنَتْ لك عطفاً بعد عِزّ قيادِ
خليليَّـة ٌ فـي وزنـهـا قُـطُربــيّـة ٌ ، … نظائرُهَا عند الملوكِ عَتادي
وما ضَرّهَا أن لا تُعَدّ لِجرولٍ، … ولا الْمُزَني كعبٍ، ولا لزِيادِ