أرقني يا حمامُ ذا الكمدِ – مصطفى صادق الرافعي

أرقني يا حمامُ ذا الكمدُ … فهل وجدْتَ الهوى كما أجدُ

بتُّ على الغصنِ نائحاً غرِداً … وبتُّ أبكي الذينَ قدْ بعدوا

وأعيني ما تزالُ واكفةً … وأضلعي ما تزالُ تتقدُ

إنا كلانا لعاشقٌ دنفٌ … طارَ بنومي ونومكَ السهدُ

فنحِّ رويداً فما سوى كبدي … تذوبُ يا باعثَ الجوى كبدُ

لي مهجةٌ تعشقُ الجمالَ وهلْ … يلامُ في حبِّ روحهِ الجسدُ

عذبها بالصدودِ ذو هيفٍ … أغيدٌ قد زانَ جيدَهُ الجيدُ

تعزُّ في حسنهِ الظباءُ وقد … ذللَ في ملكِ حسنِهِ الأسدُ

قفا على دارهِ فاسألاهُ … أقلُ من وعدِهِ الذي يعدُ

وغنيا إن رأيتما طللاً … أقفرَ بعدَ الأحبةِ البلدُ