أرأيت صوغ الدر في العقيان – جبران خليل جبران
أرأيت صوغ الدر في العقيان … هذا حباب البن في الفنجان
فلك تمثل شمسه ونجومه … افلاكنا في السير والدوران
ليلى أجيلي الطرف فيه تنظري … سر الكيان وى ية الزمان
تجدي سماوات وسعن عوالما … تفانة الإبدال والإتقان
منثورة الأفراد منظومة … جمعا بما لا تدرك العينان
سيارة بين الجهات حواشرا … مرتادة في البحث كل مكان
كل يصير إلى حبيب مرتجى … حتى يدانيه فيلتصقان
فيذوب كل منهما في صنوه … وكذاك يحيا بالهوى الصنوان
جسمان يغتديان جسما واحدا … كتوحد الحببين يقترنان
روحان تمتزجان حتى تصبحا … شبه الصبا والطيب يمتزجان
تلك الحياة عتيدها ومصيرها … حتى يكون الحب آخر فاني
إذ تنثر الشهب المنيرة مثلما … تنهل أدمع عاشق ولهان
وتذوب في لهب الشموس هوانئا … وبهاالشموس تذوب وهي هواني
ويكون يؤمئذ شفاء غليلها … ومتاعها وفناؤها في آ
قالت اذاك مصيرنا فأجبتها … ألسعد آخر شقوة الإنسان
وهو الحياة نعيشها في لحظة … مجموعة الأفراح والحزان
عودي إلى الفنجان أين شموسه … والطائفات بها من الكوان
عاشت على شوق فلما أدركت … أوطارها من ملتقى وقران
زالت وما أبقى الهوى منها سوى … عطر يضوع هنيهة ودخان