أدر الحديث وطف على الأقوام – أحمد محرم
أدر الحديث وطف على الأقوام … من شيق طرب الفؤاد وظام
هذي جوانحنا وتلك قلوبنا … ملأى الجوانب من هوى وغرام
جدد لأندلس وطيب زمانها … عهدا طوته سوالف الأيام
واذكر حديث الفاتحين وما رعوا … لقطينها من حرمة وذمام
قوم أمضهم البلاء وهدهم … ظلم الملوك وقسوة الحكام
بيعوا لقوم فاسقين فما رعوا … حق العبيد وحرمة الخدام
في صورة الإنسان إلا أنهم … نزلوا هناك منازل الأنعام
هي أمة تشقى لينعم غيرها … ويعيش في دنيا من الآثام
صدعت جنود الله من أغلالها … وتداركتها رحمة الإسلام
دين محا للظلم كل شريعة … وأتى بخير شريعة ونظام
صلح الرعاة فودعت في ظلهم … مرعى الهموم ومورد الآلام
واستقبلت للعدل عصرا صالحا … ما فيه من عسف ولا إرغام
عصر أتيح لها على يد فاتح … سمح السيوف مبارك الأعلام
حفظ المحارم والحقوق لأهلها … وحمى مقاتلها فنعم الحامي
وضح الهدى للحائرين فقل لهم … لا عذر للأعمى ولا المتعامي
ظفروا بحرب من كتائب طارق … كانت لأندلس بشير سلام
نشر الهدى والنور في أرجائها … فبدا السبيل وزال كل ظلام
بطل مضى يرمي العباب بهمة … جاشت زواخرها وبأس طام
أخذ السفين بموجة من بطشه … حمراء ما تزداد غير ضرام
ودعا الجنود فقال يا قوم انظروا … البحر خلفي والعدو أمامي
لا رأي إلا الحرب تستقصي المدى … حتى أفوز بمطلبي ومرامي
يا صاحب القصص الحكيم شهادة … من مؤمن بشهادة الأقلام
أنصفت دين النور فانتبهت له … أحلام قوم في الظلام نيام
وذهبت تذكر للألى اتبعوا العمى … ما فيه من سنن ومن أحكام
ووصفت عاقبة الغرور وماجنى … سفه العقول وخفة الأحلام
وبنيت للأخلاق صرحا عاليا … ترتد عنه معاول الهدام
اكتب وقل وارفع لقومك ذكرهم … هذا هو القصص البديع السامي