أدرتَ عيونكَ في كلِّ وجهٍ – مصطفى صادق الرافعي

أدرتَ عيونكَ في كلِّ وجهٍ … ونطّقتَ باللحظاتِ الخصورا

وكدتَ تشكُّ بهنَّ القلوب … وتلحمُ أسيافهنَّ الصدورا

فلا عجبَ أن يصدَّ الحسان … وأن يتعلمنَ فيكَ النفورا

تلثمهنَّ بلحظِ وقاحِ … ويمنعهنَّ الحياءُ السفورا

لعلكَ تعلمُ أنَّ الظباء … ينفرنَ إما رأينَ البعيرا

وهبكَ خفيرا لهذي الطريق … فلستَ على النيّراتِ خفيرا

أرى نظراً كالطفيلي لا … يوجهُ حتى يعود حسيرا

فلو خلقَ للهُ فيكَ العيونَ … طيوراً لما بتَّ إلا ضريرا