أدجعو القريض فيعصي بعد طاعته – جبران خليل جبران
أدجعو القريض فيعصي بعد طاعته … وكنت حينا إذا ناديت لباني
فليت لي فضلة منه أصوغ بها … ما يبتغي اليوم مني وحي وجداني
أولى الأنام بحمد خادم بلدا … يعليه ما ساطاع قدرا بين بلدان
بله المعد له من ولده نجبا … إن سوبقوا سبقوا في كل ميدان
يا من ينشيء جيلا ناهضا يقظا … هل المهذب في قوم سوى الباني
أوهى الكواهل يقوى الارتياض بها … حتى يعز الحمى منها بأركان
وفي الغراس أماليد تعهدها … يشيد من نضرها أدواح عمران
ربو لمصر رجالا يخلصون لها … ولاءهم صادقي رأي وإيمان
من الأصحاء والعلات تكنفهم … ألسالمين بأخلاق وابدان
المشترين وهم أبدال من سلفوا … بكل فان فخارا ليس بالفاني
العالمين بأن الغنم إن هو لم … يعد عليها بقسط محض خسران
إنسان عين الحمى أحرى بنوته … يوم المفاداة أن يدعى بإنسان
من الذي إن دعاه المستجير به … أجاره غير هياب ولا واني
من الذي ينصر المظلوم لا صلة … له به بل يلبي محض إحسانه
من الذي يرحم المستضعفات إذا … عدا عليهن عاد أو جنى جان
من الذي إن غفت عن حقها أمم … لم يطعم الغمض عن حق لوطان
من الذي تعرف العلياء شيمته … إذاتنافس فيها غر فتيان
من الذي هو في آمال أمته … طليعة المجد للمستقبل الداني
ذاكم علمتم هو الكشاف عن ثقة … وذلكم ما له من باذخ الشان
فيا كراما توليتم إعانته … دمتم لكل عظيم خير أعون