أحقّاً يا أبا نصرٍ فترجى – مهيار الديلمي

أحقّاً يا أبا نصرٍ فترجى … وعودُك أم تسوِّفني محالا

ضربتَ لحاجتي أجلاً قصيراً … عليك سما له عنقي وطالا

تمادت مدّة الشهر المسمَّى … له حتى ظننت الحولَ حالا

علقتُ الغربَ أرقبه بعينٍ … ترى نجماً فتحسبه الهلالا

إذا سهرتْ بكت لي من جمادى … وإن رقدتْ رأت رجبا خيالا

شربت الصبرَ أجنيه انتظارا … ليومٍ يُعقب الظفر الزُّلالا

وقفتُ عليك من ظنّي مصوناً … إذا استدنته مطمعة ٌ تعالى

تذُبُّ يدُ الإباء المرِّ عنه … وترفعه القناعة ُ أن يُنالا

وبعتُك أرخصَ البيعاتِ قلباً … به وعلى نفاسته يُغالى

رأتك مودّتي كفئاً فقرّت … وكانت ناشزاً تعيي البعالا

فما طرفٌ طريفٌ من نبوٍّ … تجدّد لا أطيق له احتمالا

وتقصيرٌ يراه الودُّ حظرا … إذا ما العجبُ أبصره حلالا

نفى عاداتِ ذاك البرِّ عنّي … وبدّل ماء ذاك البشر آلا

تشكَّكُ حين تُعرض فيه نفسي … أإعراضا رأته أم اشتغالا

وكم نفرتْ لتنشزَ عنك حتّى … نشطتُ من الوفاء لها عقالا

وقلت لها أُحسُّ بفرط حبّي … له فازورّ جانبه دلالا

أجلُّك أن أقول دنا فلما ان … حططتُ له بحاجتي استطالا

حلفتُ موافقاً نظري وقلبي … هوى ً فيما يُعادي أو يُوالى

أطالع صاحباً فأرى بظنِّي … خلالَ تجاربي منه الخلالا

فأخبرهُ فلا أرضاه قولاً … لأخبرهَ فأرضاه فعالا

أحبُّ المرءَ إن لم تسقِ ريّاً … يداه تعدُّرا رشحتْ بلالا

فإن هو ضاق أن يُعطى صلاءً … بجذوة ِ ناره وسعَ الذُّبالا

وأكره كلَّ معتذر المساعي … إلى التقصير نال فما أنالا

إذا أنشأتْ سحائبه بوعدٍ … أهبَّ قنوطُه ريحاً شمالا

أعيذك جُلُّ من تلقى وجوهٌ … توامق فوق أفئدة تقالى

تسالمُ ألسن زعمته زورا … عيونُ تشازرٍ تصف القتالا

وليس أخاك إلاّ من تحطُّ ال … أمورَ به فيحملها ثقالا

وما للسيف إلا القطعُ معنى ً … وإن هو راق حليّاً أو صقالا

إذا استسعدتَ في خطبٍ جليلٍ … ينوبُ وفاتك الإسعادُ حالا

فلم يكن الصديق سوى المواسي … فراخاها إذا ما بنتَ مالا