أتصحو أم فؤادكَ غيرُ صاح – جرير

أتصحو أم فؤادكَ غيرُ صاح … عشية َ همَّ صحبكَ بالرواحِ

تقُولُ العاذلاتُ: عَلاكَ شَيْبٌ، … أهذا الشيبُ يمنعني مراحي

يكلفني فؤادي من هواهُ … ظَعائِنَ يَجْتَزِعْنَ عَلى رُماحِ

ظَعائَنَ لمْ يَدِنّ مَعَ النّصَارى َ … وَلا يَدْرِينَ ما سَمْكُ القَراح

فبعضُ الماءِ ماء ربابِ مزنٍ … وبَعْضُ الماءِ مِنْ سَبَخٍ مِلاح

سيَكْفِيكَ العَوازلَ أرْحَبِيٌّ … هجانُ اللونِ كالفردِ اللياح

يعز على الطريق بمنكبيهِ … كما ابتَرَكَ الخَليعُ على القِداح

تعزتْ أمُّ حزرة َ ثمَّ قالتْ … رَأيتُ الوَارِدِينَ ذَوي امْتِناحِ

تُعَلّلُ، وَهْيَ ساغِبَة ٌ، بَنِيها … بأنْفاسٍ مِنَ الشَّبِمِ القَرَاحِ

سَأمْتاحُ البُحُورَ، فجَنّبِيني … أذاة َ اللّوْمِ وانْتظِرِي امْتِياحي

ثِقي بالله لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ، … و منِ عندِ الخليفة ِ بالنجاحِ

أعثني يا فداكَ أبي وأمي … بسيبٍ منكَ إنكَ ذو ارتباح

فَإنّي قدْ رَأيتُ عَليّ حَقّاً … زِيَارَتِيَ الخَليفَة َ وامْتِداحي

سأشكرُ أنْ رددتَ عليَّ ريشي … وَأثْبَتَّ القَوادِمَ في جَنَاحي

ألَسْتُمْ خَيرَ مَن رَكِبَ المَطَايا … و أندى العالمينَ بطونَ راحِ

وقَوْمٍ قَدْ سَمِوْتَ لهمْ فَدَانُوا … بدهمٍ في مللة ٍ رداحِ

أبحتَ حمى تهامة َ بعدَ نجدٍ … و ما شيءٌ حميتَ بمستباحِ

لكمْ شم الجبالِ منَ الرواسي … و أعظمُ سيلِ معتلجِ البطاحِ

دَعَوْتَ المُلْحِدينَ أبَا خُبَيْبٍ … جماحاً هلْ شفيتَ منَ الجماحِ

فقَدْ وَجَدُوا الخَليفَة َ هِبْرِزِيّاً … ألَفّ العِيصِ لَيس من النّواحي

فما شجراتُ عيصكَ في قريشٍ … بِعَشّاتِ الفُرُوعِ وَلا ضَواحي

رأى الناسُ البصيرة َ فاستقاموا … و بينتِ المراضِ منَ الصحاحِ