أتاني كتاب تنقيه الكتائب – أحمد فارس الشدياق
أتاني كتاب تنقيه الكتائب … ففي القلب منه باتك وهو جائب
محبره الحبر البليغ الذي له … على كل ابناء الزمان مناقب
عذوبة ماء النيل في بحر شعره … فحوليه كل قارب لا مقارب
إمام له في كل فن براعة … أديب له في ذا القريض عجائب
يرينا بيانا في سطور طروسه … فبائع سمط الدر موشيه عائب
فمنفق در البحر في اليوم خاسر … ومنفق در الحبر في الدهر كاسب
لقد صغرت نفسي به حشمة وان … علت لي منه بين قومي مراتب
وقد سد دوني القول حتى حسبتني … بعيما ومالي في القريض مآرب
واوهمت افكاري ظلاما وقد بدت … خواطره عندي وهن كواكب
وقد كنت آثرت السكوت تادبا … ولكنما مدحي ليوسف واجب
فمن لي بعفو منه عن برد مدحتي … بكانون اذ تغلو اللظى والجلابب
هو العلم الفرد الذي سار ذكره … يشيد به ثاو وساع وراكب
اضاءت بنور من علاه مشارق … وطابت بعرف من حلاه مغارب
وقور اذا مادت رواس وزلزلت … سوار ففي اس الرزانة راتب
عليه جلال من سكينة ربه … الى البر والتقوى مرائيه نادب
فما سمعت اذن المشاغب وعظه … كما فاه الا وهو لله تائب
قلى زخرف الدنيا فسيان عنده … غرائب منها تشتهي ورغائب
ولو كان في نيل المناصب همه … لدانت له منها الصعاب العوازب
فهابته ارباب السيادة كلهم … وحابته واسترضته تلك المناصب
اذا قال كان الصدق والحق قصده … وكم قائل للدرهم الصدق كاذب
وما تزدهيه العين ان جل حسنها … وليس له عن سائل العرف حاجب
وما زائف فتواه من هو حاضر … ولا عائب نجواه من هو غائب
وفي كل فضل فاق واشتهرت له … مناقب في الآفاق هن نقائب
فمن بهر ذي الاخلاق يبكي مبالغ … وعن شأوها يكبو الفخور المغالب
لهن اللواتي احسبت طالب العلى … وليس لها من كثرة العد حاسب