أبو الحصينِ جالَ في السفينهْ – أحمد شوقي
أبو الحصينِ جالَ في السفينهْ … فعرفَ السمينَ والسمينه
يقولُ: إنّ حاله استحالا … وإنّ ما كان قديماً زالا
لكونِ ما حلَّ من المصائبِ … من غضبِ اللهِ على الثعالبِ
ويغلظُ الأيمانَ للديوكِ … لِما عَسَى يَبقى من الشكوك
بأَنهمْ إن نَزَلوا في الأَرضِ … يَرَوْنَ منه كلَّ شيءٍ يُرْضِي
قيل: فلمّا تركوا السفينه … مشى مع السمينِ والسمينه
حتى إذا نصفوا الطريقا … لم يبقِ منهمْ حولهُ رفيقا
وقال: إذْ قالوا عَديمُ الدِّينِ … لا عَجَبٌ إن حَنَثَتْ يَميني
فإنما نحن بَني الدَّهاءِ … نَعْمَلُ في الشِّدّة ِ للرَّخاءِ
ومَنْ تخاف أَن يَبيعَ دينَهْ … تَكفيكَ منه صُحْبَة ُ السفينه