أبتْ عيناكَ إلا أن تصوبا – مصطفى صادق الرافعي

أبتْ عيناكَ إلا أن تصوبا … وهذا القلبُ إلا أن يذوبا

فما لكَ تحذرُ الرقباءَ حتى … هجرتَ النومَ تحسبهُ رقيبا

وقامَ عليكَ ليلُكَ فيس حدادٍ … يشقُّ على مصائبكَ الجيوبا

وربَّ حمامةٍ هبتْ فناحتْ … تنازعني الصبابةَ والنحيبا

أساعدها وتسعدني نواحاً … كلانا يا حمامةُ قد أصيبا

دعي همَّ الحياةِ لذي فؤادٍ … فما تركَ الغرامُ لنا قلوبا

ولا تنسي أخاكِ وما يعاني … إذا ماكانَ في الدنيا غريبا

فإنَّ المرءَ ينسى إن تناءى … وتذكرهُ صحابتهُ قريبا

رعاكِ اللهُ هل مثلي محبٌّ … وقد أمسى محمدُ لي حبيبا

شفيعي يومَ لا يجدي شفيعٌ … وطبي يومَ لا أجدُ الطبيبا

وغوثي حينَ يخذلني نصيري … وغيثي إن غدا ربعي جديبا

وآمنَ في حماهُ ريبَ دهري … وحادثهُ وإن أمسى غَضوبا

وأذكرهُ فيفرجُ كلُّ خطبٍ … ولو كانتْ رواسيها خُطُوبا

رسولَ اللهِ جئتكَ مستغيثاً … وجودكَ ضامنٌ أن لا أخيبا

متى تخضرُ أيامي وتزهو … ويصبحُ عودَ آمالي رطيبا

فقد ضاقتْ بي الدنيا وهبتْ … فجائعها على قلبي هبوبا

ومالي غيرُ حبكَ من نصيرٍ … فعلَّ من العنايةِ لي نصيبا