أبا لغور تشتاقُ تلك النجودا – مهيار الديلمي

أبا لغور تشتاقُ تلك النجودا … رميتَ بقلبك مرمى بعيدا

وفيتَ فكيف رأيتَ الوفاءَ … يذلّ العزيزَ ويضوي الجليدا

أفي كلّ دارٍ تمرُّ العهودُ … عليك ولم تنس منها العهودا

فؤادٌ أسيرٌ ولا يفتدى … و جفنٌ قتيلُ البكا ليس يودي

سهرنا ببابلَ للنائمي … ن عما نقاسى بنجدٍ رقودا

من العربيات شمسٌ تعودُ … بأحرارِ فارسَ مثلي عبيدا

إذا قومها افتخروا بالوفا … ءِ والجود ظلتْ ترى البخلَ جودا

و لو أنهم يحفظون الجوا … رَ ردوا على فؤادا طريدا

نعم جمعَ الله يا من هويتُ … و صدَّ عليك الهوى والصدودا

رنتْ عينه ورأت مقتلي … ففوقها ورماني سديدا

قلوبُ الغواني حديدٌ يقالُ … و قلبك نارٌ تذيبُ الحديدا

سأجري مع الناس في شوطهم … فعالا بغيضا وقولا وديدا

أغرّ ببشرِ أخي في اللقا … ءِ لو تبعَ الغيثُ تلك الرعودا

و يعجبي الماء في وجهه … و في قلبه الغلُّ يذكي وقودا

مريبون أوسعهم حجة ً … و عذرا معي من يكون الحسودا

و حادِ فلستَ ترى المستري … حَ في الناس من لا تراه الوحيدا

و حازت سجايا ابن عبد الرحيم … ثناءً كسؤدده لن يبيدا

و مدحا إذا مات مجدُ الرجا … ل أعطى الذي سار فيه الخلودا

تمهدَ من فارسٍ ذروة ً … تحطُّ المجرة عنها صعودا

مكانة َ لا تستفزُ العيو … بُ فخرا ولا يغمزُ اللؤمُ عودا

تشابهَ عرقٌ وأغصانهُ … كما بدئَ المجدُ فيهم أعيدا

فعدَّ الكواكبَ منهم بنينَ … و عدَّ الأهاضيبَ منهم جدودا

سعدتُ بحبك لو أنني … لحظيَ منك رزقتُ السعودا

إلامَ توانٍ يميتُ الوفاءَ … و عندي ضمانٌ يحلُّ العقودا

و نقصُ اهتمامٍ أرى مكرهاً … لجودك من أجله مستزيدا

أما آن للعادة المرتضا … ة ِ من رحبِ صدرك لي أن تعودا

و لو لم يكن ماءُ وجهي يذوبُ … بها ثمنا لم يرعني جمودا

أمانٍ صدرنَ بطاناً وعدنَ … خمائصَ مما رعين الوعودا

إلى الله محتسبا عنده … بعثتُ هوى مات فيكم شهيدا

على ذاك ما قصرتْ دولة … فطاولْ زمانكَ بيضاً وسودا

و لا تبرحنَّ بشعري عليك … عرائسُ يجلينَ هيفاً وغيدا

تخالُ اليمانيَّ حاك البرودَ … إذا أنا قصدت منها القصيدا

و لي كلَّ عيدٍ بها وقفة ٌ … أناشدُ عطفك فيها نشيدا

تهانٍ يغصُّ التقاضي بها … فهل أنا لا أتقاضاك عيدا