أأبكيك أم أبكي الندى والمعاليا – محمد حسن أبو المحاسن

أأبكيك أم أبكي الندى والمعاليا … وارثيك أم أرثي جميل عزائيا

الا انه اليوم الذي كنت مشفقا … على المجد منه ان يجر الدواهيا

فقد أصبحت نفسي شعاعاً أضمها … إلي وتأبى النفس الا تفانيا

إذا ما غروب الدمع جفت من البكا … فذائب أحشائي يمد المئاقيا

وقد كان عيشي فيك يخضر يانعاً … فقد عاد دمعي فيك يحمر قانيا

تسابقني عند الرثاء مدامعي … فانظم من دمعي ولفظي اللئاليا

رأيتك قد افنيت صبري وسلوتي … وأودعتني حزناً مدى الدهر باقيا

وما أنا وحدي فقد فقدتك واحداً … بل افتقدت فهر نفوساً زواكيا

هوى من سماء الهاشميين نير … سنا ضوئه قد كان يجلو الدياجيا

وقد فقدت ابناء هاشم كلها … عماد علاها والعميد المحاميا

فأوحش ربع المجد من بعد ما جد … به كان ربع المجد يزهو مغانيا

تزاحمت الأيدي افتخاراً بحمله … وما حملت الا الندى والاياديا

يد تمسك الأحشاء خوف سقوطها … وتحمل اخرى نعشه المتعاليا

وكيف استطاعوا ان يسيروا بنشه … وقد حملوا طودا من الحلم راسيا

ولا غرو ان تروي الصعيد دموعهم … فمن راحتيه يحملون الغواديا

برزء علي القدر صفوت أحمد … جفون العلا والمجد باتت بواكيا

دعوتك ياغوث اللهيف فلم تجب … وكنت توافينا بلبيك داعيا

يعز على الأخاق والنجدة التي … وصفت بها ان لا تجيب المناديا

إذا فزع المكروب يوماً بلهفة … إليك رأى كهفا هنالك واقيا

تجرد من ماضي العزيمة مرهفا … يفل شباه المرهفات المواضيا

طويت من الدنيا ثمانين حجة … بنشر خصال تحمل النشر ذاكيا

فلله نفس كلما طال شأوها … من العمر لا تزداد الا مساعيا

فريد المزايا من صفاتك ناظما … فرائد كان الدهر فيهن حاليا

تواضعت حتى ايقن الكبر انه … يبحاول شأواً من معاليك نائيا

فما زال في حل التكبر سافلا … وما زلت في حال التواضع عاليغا

وكان لتقوى الله عندك موضع … تذود الهوى عنه فيصبح نائيا

فيا بطلا قد حارب النفس والهوى … فتحت فخذ مني إليك التهانيا

نهارك احسان وليلك طاعة … كفيتهما لله درك كافيا

ولو كانت الأقدار ترضى بفدية … وتبقى لارخصنا النفوس الغوالي

مضيت وآثار الفعال خوالد … فحاشاك يا كنز الفوائد فانيا

إذا المرء ابقى في الزمان محامداً … وان فنيت أيامه كان باقيا

سقت سحب الرضوان ولطف والرضا … ضريحا به قد حل جسمك ثاويا

حوى الفضل والمعروف والنسك … والحجى فقدس قبراً للمكارم حاويا